اليمن ومجازفة تنظيم (خليجي 20)..!!
الأحد / 29 أغسطس آب 2010
كتب/حسن علي كرم*:
كتب/حسن علي كرم*: قد يكون من حق اليمن بعد دخوله وانضمامه إلى مجموعة دول (الخليجي) أن يقوم بتنظيم دورة كأس الخليج القادمة، ولكن ما يعنينا هنا ليس نجاح أو فشل اليمن بتنظيم الدورة فهذه على ما أعتقد المرة الأولى التي ينظم فيها اليمن مناسبة كروية على هذا المستوى، فاليمن خبراته في تنظيم المناسبات الدولية لا تكاد تُذكر، ولعل الدليل هو الارتباك الذي حصل أثناء فرز القرعة على الفرق المشاركة في الخليجي 20 والذي جرى الأحد قبل الماضي في مدينة عدن (عاصمة الجنوب) والذي انتهى أيضا بعدم رضا البحرين عن نتائج الفرز..!!
إن تنظيم اليمن لمسابقة كأس الخليج لا ريب مغامرة مجهولة وإصرار غير مضمون ولا مأمون النتائج، فلا يخفى الوضع الأمني الخطير الذي ينتاب الوضع هناك والذي لا يشمل مكاناً واحداً وإنما يشمل اليمن كله من شماله إلى جنوبه ومن جباله إلى سهوله، فمن الحرب على الحوثيين في صعدة إلى الحرب على القاعدة إلى الحرب على الحراك السلمي في الجنوب إلى الحروب بين القبائل والجيوب الصغيرة، وهكذا، فاليمن يعد الآن من البلدان غير الآمنة، و لعل من المناسب أن نشير هنا إلى البيان الصادر عن المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي والذي دعا فيه دول التعاون الخليجية إلى عدم المشاركة في دورة (خليجي 20) لكرة القدم المقررة في اليمن بسبب الأحداث الجارية فيه وسقوط العديد من الأبرياء بين قتيل وجريح.
إن الأوضاع الأمنية في اليمن لا تقل خطورة وانفلاتا عن الأوضاع الأمنية مثلا في العراق أو أفغانستان أو حتى الأسوأ في الصومال، فما الضمانة في نجاح الدورة وما الضمانة على سلامة حياة أعضاء الوفود المشاركة والجماهير الخليجية التي ستحضر المباريات.
نعود ونقول أن ينظم اليمن الدورة الكروية، فهذا حقه طالما انتسب للمنظومة الخليجية واحتل مقعده بين الاعضاء ولكن لماذا لم تعترض بقية أعضاء المنظومة التي من المؤكد لا يغيب عنها الوضع الأمني هناك، ولماذا لم تنقل البطولة إلى مكان آخر أكثر أمنا واطمئناناً..؟! ولماذا اختيار مدينة عدن لقيام البطولة على أراضيها وهي عاصمة الجنوب ومعقل الحراك السلمي الجنوبي، هناك نوع من الاستفزاز من قبل السلطة الحاكمة في صنعاء ضد أبناء الجنوب وهناك نوع من الخداع والتغطية لحقيقة الوضع في الجنوب من قبل السلطة ذاتها.
إن بطولة خليجي القادمة ينبغي نقلها إلى مكان آخر غير اليمن أو على الأقل تأجيلها إلى ظرف تتوافر فيه شروط الأمن والسلامة. إن اليمن ليس المكان الآمن لنجاح بطولة كروية مثل كأس الخليج.
*صحفي من الكويت.