القرعة لم تكن نهاية المطاف وقرار حاسم بعد العيد
«خليجي 20» بين السياسة والرياضة
خليج عدن - متابعات : -
لم تكن مراسم قرعة دورة الخليج التي أجريت قبل عدة أيام في اليمن، بمثابة نهاية المطاف أو بمثابة العد التنازلي، من أجل قيام الدورة في موعدها من 22 نوفمبر إلى 5 ديسمبر القادمين، بل على العكس فكلما اقتربت الدورة تبتعد!
وعلى ما يبدو أن هناك قناعة لا تلين من بعض الاتحادات الخليجية بأن إقامة البطولة في اليمن فكرة ميؤوس منها لأسباب أمنية وغير أمنية، وبناء عليه فالبطولة لا زالت حتى الآن على “كف عفريت”، على الرغم من انتهاء القرعة، وتوزيع الفرق المشاركة، وإعلان جدول المباريات، وهذا في حد ذاته يبدو أمراً غريباً للغاية، بل تستطيع أن تصفه بأنه نادر الحدوث، فمن المفترض أنه عندما تصل أي بطولة إلى حد القرعة وإعداد جدول المباريات، فإنها تكون قد تجاوزت كافة العقبات، وبالتالي يبدأ الانشغال بالاستعداد وإعداد البرامج وتجهيز المنتخبات، إلا أن ما يحدث الآن على عكس ذلك تماماً حتى لو كان في الخفاء!
البحرين والسعودية والكويت ما زالوا يفتقدون القناعة لإمكانية قيام الدورة في اليمن لأسباب أمنية في المقام الأول ولأسباب تنظيمية في المقام الثاني تتعلق بعدم وجود مكان لائق وآمن لإقامة المنتخبات ولعدم وجود ملعب طبيعي تتنافس عليه الفرق المشاركة!.
وعلى الرغم من عدم الإفصاح بذلك علانية، حيث لم يصرح به أي مسؤول بصورة مباشرة، إلا أنه أصبح شيئاً معلوماً تجاهر به بعض الصحف الخليجية، على الرغم من عدم إسناده لمصادر معلومة!
وتفيد الأنباء التي علمت بها “الاتحاد” أن هذه المواقف المعارضة لقيام البطولة قد وصلت بصورة أو بأخرى للمسؤولين في اليمن، وأن الأوساط الكروية هناك يعتريها الكثير من القلق، وأن الأمر قد تم تصعيده للأجهزة السياسية، وتفيد الأنباء أيضاً أن الحكومة اليمنية ستقوم بحركة نشطة ومؤثرة بعد عيد الفطر مباشرة من أجل حسم الأمر بصورة نهائية وقاطعة.
وفي هذا الصدد تستطيع “الاتحاد” أن تؤكد أن البطولة بالمنطق الرياضي وحده لن تقام في اليمن خلال نوفمبر وديسمبر القادمين لوجود انشقاق حقيقي لا يمكن أن يتجاهله أحد.. فالنصف يؤيد والنصف الآخر لا يؤيد، والبطولة لا يمكن لها بالطبع أن تقام في ظل انسحاب ثلاثة منتخبات، فما بالك إذا كانت هذه المنتخبات هي السعودية والكويت والبحرين!.
بل الأخطر من ذلك - بناء على المنطق الرياضي - فربما تكون الأغلبية ضد قرار إقامة البطولة في اليمن على الأقل في الموعد الذي تم تحديده خلال نوفمبر وديسمبر المقبلين.. وإذا كانت الأسباب الأمنية تتصدر بالطبع .. فإن الأمور التنظيمية ليست بأقل منها، فالفندق الذي تم الإعلان عنه لضيافة الوفود من المستحيل أن ينتهي العمل به تماما في الموعد المحدد، إضافة إلى أن إقامة البطولة على ملعب من العشب الصناعي أمر لا يروق لمعظم المنتخبات الخليجية إن لم يكن كلها.
وطالما أن المنطق الرياضي سيقف حجر عثرة أمام انطلاق البطولة في موعدها ومكانها فلن يكون أمام اليمن إلا مخرج واحد هو المخرج السياسي، وحتى هذا سيكون محاطاً بشروط كثيرة !
وعلى الرغم من أن النواحي السياسية هي المحرك الرئيسي لدورة الخليج منذ نشأتها الأولى وحتى الآن، إلا أن الساسة سيكونون في حاجة ماسة للاقتناع بالنواحي الأمنية في المقام الأول، من منطلق أن النواحي التنظيمية الأخرى من الممكن القبول بها مهما كان ، فهي لم تكن يوماً هاجساً مؤرقاً أمام القرار السياسي.
وعلمت “الاتحاد” أن السلطات العليا اليمنية ستقوم بجولة مكوكية لكل دول المنطقة بعد العيد، وستحمل معها ضمانات أمنية كافية من أجل إقناع صناع القرار.
تفيد اجتهاداتنا أن الإمارات تمارس دورها في هذه القضية الشائكة من خلال الدبلوماسية الهادئة المعروفة عنها، والموقف الإماراتي معلن وبوضوح لمصلحة إقامة البطولة في اليمن طالما ستكون هناك تطمينات أمنية كافية، وهذا هو منهج الإمارات دائماً، فالمواقف الإيجابية تجاه الأشقاء مبدأ ثابت.
ولن تدخر اليمن وسعاً في سبيل إقامة البطولة على أرضها، وفي موعدها، لأن عكس ذلك سيلحق بها ضرراً كبيراً، لأن عدم الإقامة سيؤكد المخاوف الأمنية، وهو مالا تريده اليمن بالطبع، وإذا كان البعض يردد أن فندق عدن لن يكون جاهزاً تماماً في الموعد، فإن المسؤولين على استعداد لاستضافة الوفود، ولو من خلال سفينة في عرض البحر تأكيداً على الضمان الأمني وحتمية إقامة البطولة.
أسباب انتخابية
كثيرون لفت انتباههم هذا الحماس الكبير الذي أبداه محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي، حيث لم يتواجد فقط خلال إجراء القرعة بل حرص على إطلاق التصريحات المؤيدة لليمن في الاستضافة، وارجع البعض هذا الحماس الكبير لأسباب انتخابية!
وتنفيذاً للقرار السياسي الإماراتي فإن اتحاد الكرة بقيادة محمد خلفان الرميثي جاهز للمشاركة في البطولة وتم بالفعل اعتماد برنامج الاستعداد.
المصدر : الاتحاد الاماراتية
__________________