عدن وجه الإحتلال فاضربوا الإحتلال في وجهه
( بقلم : ناصر أحمد هادي )
أبين – لندن " عدن برس "
خاص : 29 – 8 – 2010
كنـت أقـرأ خبـر قـرار سلطـات الإحتـلال إقامـة كل مباريـات خليجـي 20 في عاصمـتنا الحبيبـة عـدن والإستغنـاء عن ملعب محافظة أبيـن خاصة بعـد المشاكل الأمنية التي جرت في أبيـن في غضـون الأسبـوع الماضي، وسـرعان ما طار ذهني الى النصيحـة القيمـة التي قـدمها الكاتب البريطاني باتريك كريجـر لقـادة الحراك الجنـوبي بإعادة المعـركة مع الإحتلال الى مدينـة عـدن وتفجيـر انتفاضة سلمية في وجـه العـدو وآلته العسكرية . ومن باب التذكيـر بهـذه النصيحة أورد جزءا من مقالة كريجـر. يقـول الباحـث:
وقد أبلت القيادات الجنوبية بلاءً حسنـا في قيادة الحراك وجعلت قضيته القضية المركزية للشعب الجنوبي وغرست مفاهيم الحرية والسيادة الوطنية في قلوب الأجيال الشابة. والآن وبعد أن انتشر الحراك في كافة أرجاء الجنوب، وأمام الهجمة الدموية الشرسة التي تشنها قوى النظام ضد الحراك السلمي، بات على قيادات الحراك أن تعمل بدأب على تطويرعملها ونقل الاحتجاجات الشعبية الى مستوى يشل مقاومة النظام ويحبط ردود فعله العدوانية وينشـر أخبار الحراك ويجعل منه مادة يومية تفرض نفسها على وسائل الإعلام الدولية. تلك هي اللحظة التي ستسقط فيها ورقة التوت التي يتستر بها النظام حاجبا الحراك الجنوبي المتعاظم عن وسائل الإعلام الدولية.
إن قيادة الحراك ستفلح في الوصول الى هذه النقطة إذا ماأدركت أنه آن أوان عـودة الحراك الى نقطة انطلاقه في العاصمة عـدن لكن ليس في صورة إحياء مناسبات متفرقة وإنما في هيئة انتفاضة سلمية يومية عفـوية متفـرقـة في كافة أحياء وحوافي وساحات وأسواق عـدن. إن شباب وطلبة عـدن وعمالها ونساءها يشكلون مادة بشـرية رائعـة تستلهم صفحات رائعة من تاريخ نضال شعبهم، وقد كشفوا خلال السنوات القليلة الماضية عن استعدادهم للبـذل السخي وتسجيل أسمى آيات البطولة والتضحية في سبيل حريتهم ومستقبلهم . وسيكـون من الواجـب على قيادات الحراك أن تدفـع بالمئات والآلاف من أبناء المحافظات الأخرى بصورة يومية الى عـدن لـدعم الانتفاضة السلمية هذه.
إن اشعال انتفاضة وبصورة سلمية في مدينة عـدن سيمثـل تحـديا رهيـبا لنظام صنعاء يشل حركة أجهزته الأمنية ويضعه في مأزق حرج أمام المجتمع الدولي. ومما لاشك فيه أن النظام سيواجه مثل هذه الحركة بعنف شـديد لكن التركيز الدولي والتغطية الإعلامية المتوقع أن ترافق هذه الانتفاضة سيعطلان فعـل آلة قـمعه. ومن المؤكـد أن انتفاضـة في عـدن ستحقـق في غضـون بضعـة أشهر أضعاف ماحققه الحراك في المحافظات خلال السنوات الماضية، كما أن وقع الحجر من يد صبي أو صبية من أبناء عـدن ستكـون مفاعيلـه أقسـى على نظام صنعاء من طلقات الرصاص في المناطق النائية. وكلما تراكمـت انتصارات الانتفاضة وازداد رصيدها السياسي والاعلامي والشعبي كلما جـذبت اليها المزيد من الاهتمام وأصبحت بذاتها عامل رص ٍ للصفوف وتوحيـد لقيادات الحراك من حولها." انتهى حديث الكاتب البريطاني.
كان هذا هو مضمون النصيحة القيّمة التي قدمها الباحث البريطاني لقادة الحراك، وما قرار سلطات الإحتلال بإقامة جميع مباريات خليجي 20 في العاصمة عـدن إلا تأكيـد على أهميـة هـذه النصيحـة وأنها كانت خلاصة نظـرة متأنية وعميقة للوضع السياسي في الجنوب، كما أن قرار سلطات الاحتلال يؤكد ضرورة الأخـذ بهذه النصيحة واتباعها وتحويلها الى واقع ميـداني.
إن اطلاق انتفاضة سلمية في مدينة عـدن، خاصة في أيام انعقاد خليجي 20 اذا ماقدر له أن يقام، سيصيـب سلطات الاحتلال بقلـق عظيـم، وسيكون لطمـة قوية على وجوهـهم. وما أروعها لحظات حين تنطلق الانتفاضة السلمية الجنوبية لتنقـضّ على قوى الاحتلال وتفضحـه أمام الملأ، أمام المئات من المراسلين الصحفيين ومصوري القنوات التلفزيونية التي ستـتابع وتغطـي المهرجان الخليجي. ياله من حـدث جلـل سيصيـب الاحتلال المتغطـرس في مقتـل وسيظهـر للعالم كله قضيـة شعبنـا الجنوبي ونضاله المشـروع من أجل استعادة دولتـه. واذا ماكنـا نتوقـع من نظام الاحتلال الهمجي ردا عنيفا على إنتفاضة صبيـان وصبايا عـدن فإن الحضور الخليجي الكثيـف سيقـيد أيدى الطغاة القتلة ويربكـهم ويشـل ّحركتهم لأن كل الكاميرات ستكون مصـوبة عليهم وعلى أفعالهم الدنيئة وأعمالهم الإجـرامية. وإذا ما أمعـن الاحتلال في طغيانه وعتـوّه وأراق دماء أبناء شعبنا فإن ذلك كفيل بافشال هذا المهرجان الذي طبـّـل له كثيرا لأن اخوتنا الخليجيـين لن يكـون بوسعـهم مواصلة احتفالاتهم وأفراحهم وهم يشاهـدون دماء شعبنا تنـزف بغيـا وعـدوانا.
فهـل نأمل أن تعـدّ قيـادة الحـراك لعمـل كبيـر كهـذا. إن هذا العمل الجبار سيكون نقطـة فاصلة في مسيرة نضال شعبنا وحراكنا الجنوبي وسيقـدم قضيتـنا الى العالم ويكسـب لنا كثـيرا من المناصرين والمتعاطفـين على نحـو لم يخطـر على بال قادة الاحتلال حتى في أسـوأ كوابيسـهم.
المصدر
عدن برس