ى / بقلم المحامي : فؤاد أبو سهيل
خاص مجلس يافع
أن المحك الحقيقي الذي تمر به القضية الجنوبية وشعب الجنوب الهادف إلى استعادة دولته المنهوبة هي خطة المواجهة البديلة للخطط الإستراتيجية التي عملت دولة نظام صنعاء على البدء برسم خيوطها والمراد لها بان تكون المشنقة للقضية الجنوبية على المدى القصير وذلك من خلال قبولها بالرجوع إلى اتفاق 17/يوليو/2009م بينها وبين المعارضة (أحزاب إلقاء المشترك) والذي كانت تعد من المستحيلات السياسية قبولها من السلطة إلا إن الواقع الجديد الذي فرضته القضية الجنوبية وتطوراتها على الساحة الداخلية والإقليمية قد فرضت هذا القبول والذي أرادت به السلطة بدء سيناريو جديد تفرضه للمستقبل القادم وذلك بإزاحة القضية الجنوبية من الساحة السياسية الداخلية والإقليمية ولو مؤقتاً.
أن المسؤولية هنا لعمري هي كبيرة على أبناء الجنوب من منتسبي الاشتراكي أصحاب القرار في اللجنة المركزية لان المسؤولية التي تقع على عاتقهم هي مسؤولية وطنية وأدبية وأخلاقية تحكمها علاقات الانتماء الوطني الجنوبي التي تفرض نفسها على الفرضيات والمواقف السياسية المحتمل تبنيها في مثل هذه الظروف السياسية التي يمر بها شعب الجنوب وقضيته العادلة التي خرجت عن نطاق الاحتواء او الاتفاق في إطار ما يراد له من لجنة الحوار بين السلطة وأحزاب اللقاء المشترك(المعارضة) لان الفكر السياسي الجنوبي قد تبلور بشكل جديد لا يقبل احتمالات المهادنة كون فكرة الحوار القائم عليها هي بين الشمال والجنوب على أساس فك الارتباط بين دولتين كانت لهما نية التوحد أسقطتها حرب 1994م والتي افرزت دولة الجمهورية العربية اليمنية الكبرى بمسمى دولة الوحدة دولة الجمهورية اليمنية التي أنهتها العقلية السياسية للشماليين المتأزمين من أحداث 1972م و1979م والتي ارتأت بهذه الحرب هي حرب تصفية حسابات سابقة منطلقة من عقليات قبلية لا تحكمها المسؤولية السياسية الوطنية ككل
لكن المسألة التي ستفرض نقسها بكافة حيثياتها السياسية والاجتماعية والديموغرافية هي أدبيات التأسيس التي قامت عليها اتفاق الوحدة حيث إننا نعلم ان هذه الوحدة أفرزتها اتفاقات على مدى عقود من الزمن شابتها سلوكيات المراوغة السياسية انطلاقاً من مدى القوة التي كان يمتلكها الإطراف حيث نرى أنها بدأت بقيام الجمهورية العربية اليمنية عشية انقلاب 26سبتمبر1962م وتجلت باتفاق الكويت 1979م واتفاق 1988م واتفاق نوفمبر 1989م واتفاقية 22/مايو/1990م والتي سقطت جميعها أمام العقلية السياسية التي تولت مهام دولة الوحدة والتي أسفرت عن مخرج اتفاق لدولة الوحدة ممثلة بوثيقة العهد والاتفاق بإشراف إقليمي والتي وقعت بالأردن في يناير عام 1994م .والتي لم توافق العقلية السياسية لأصحاب دولة جمهورية العربية اليمنية والذي كانوا الأقوى وذلك لاحتفاظهم بكامل قواهم العسكرية التي لم تشتت بفعل الوحدة مثلما حصل لجيش جمهورية اليمن الديمقراطي مما أعطى هذه العقلية حق إعلان الحرب في ميدان السبعين في 27ابريل 1بريل 1994م والذي بها ضرب كافة المعسكرات الجنوبية في المناطق الشمالية والتي أُخرجت عن جاهزية الحرب لأنها وقياداتها لم تكن في أبجدياتها العسكرية أي احتمالات لحرب أهلية مع شريك الوحدة .ودارت الحرب ومَّثل يوم 7 يوليو 1994م يوم النصر العظيم بالنسبة للجمهورية العربية اليمنية والتي بها سقطت الجمهورية اليمنية التي كانت إحلال قانوني لدولتين وظهرت الجمهورية العربية اليمنية الكبرى حيث تم اجتياح الجنوب اجتياح عسكري شامل قضى على أي أمل للوحدة لان هذه الحرب ما هي إلا احتيالا وإخلالا لاتفاقيات الوحدة وعلى الأخص اتفاقية عدن 29-30نوفمبر1989م واتفاقية قيام الجمهورية اليمنية التي تعتبر حجر الزاوية للوحدة في 22/ مايو/1990م والدليل على جملة الأمور التي أسقطت الوحدة هي تعامل المجتمع الدولي مع الحرب وفكرة شرعية الوحدة حيث نرى إن مجلس الأمن الدولي قام بإصدار قرارين وهما القرار رقم (924) والقرار رقم(931) والتي صرحت ان وحدة الشعوب لا تأتي بالقوة وان للشعوب حق تقرير مصيرها
وبالأخير فأن الواجب الوطني المستند لأواصر العلاقات الاجتماعية يحتم على الأخوة الشماليين من شعب كانوا أو سياسيين ان يقبلوا ما يريده شعب الجنوب من حق تقرير مصيره وان يكونوا مساندين لهم في ذلك حتى يتسنى لهم بمعية الشرفاء من أبناء الجنوب وان عادت دولته ان يحافظوا على الروابط والعلاقات الاجتماعية والتجارية التي تربط الشعبين من قبل الوحدة المقتولة والتي لم يبقى منها إلا اسم جميل يراد به باطل كون التعنت الذي يراد فرضه من قبل السلطة بشعارها الأخرق شعار الوحدة او الموت والذي تقبلته فئة كبير من شعب الشمال كمبدأ لا يخدم علاقة الشعبين كون الوحدة بين الشعوب لا تفرضها القوة ولا يكون طريقها الموت لان الموت لا يجلب سوى المأساة التي ستخلق جيل جديد من شعب الجنوب لن يقبل الموت والقتل الحاصل لأهلهم مما سينحى بهم إلى تكوين تياراً جديد سيعتنق مبدأ القوة والضرب لكل ما هو شمالي كون اسم الشمال لا يمثل لهم إلا الموت الذي ذاقه أهلهم والذي رسمت غيومه الثكلى رصاصات الغدر في صدور أبناء الجنوب من شهداء وجرحى وحينها ستكون الكارثة لأنها لن تمحى ولو بعد مئات السنين . وأخيرا إنني أطالب كل الوطنيين من الشعبين وعلى الأخص الشعب الشمالي ان يتقوا الله وان يذكروا شهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر الذي سقطوا على صريح حرية الشعبين والذي رسموا معنى الوحدة الحقيقية بين الشعبين بظل دولتين منفصلتين والله ولي والتوفيق والهداية
كتب بواسطة : المحامي : فؤاد أبو سهيل المحرمي
المصدر
http://alsanediy.com/vb/showthread.p...2355#post72355